-->


إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ...
أما بـــــــــعد
السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و برَكاته

أخوتي و أخَواتي في الله

أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال
أتيتُ لكم اليوم و بجعبتي لكم
رابط تنزيل الكتاب


فلنتعاون لنشره على مواقع أخرى . الدال على الخير كفاعله
فى : التعليقات 0

أمرالله المسلم بصلة الرحم التي هي من صالح الأخلاق وحث عليها وحذرمن قطعها

لتكون تذكرة للمسلم في هذاالزمان الذي كثرفيه الشر وفشت فيه قطيعة الأرحام والتهاجر بين الإخوان

وليت هذا كان من أجل الدين للأسف من أجل دنيا فانية وزائلة

قال تعالى:((ياأيهاالذين أمنوااتقواربكم الذي خلقكم من نفس واحدةوخلق منهازوجهاوبث منهمارجالاكثيراونساءواتقو االله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا))

وجعل تعالى قطيعة الرحم من الفساد في الأرض ومن صفات الكافرين والمنافقين وتوعدهم بعذاب أليم

قال تعالى:

((الذين ينقضون عهدالله من بعدميثاقه ويقطعون ماأمرالله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنمابعثت لأتمم مكارم الأخلاق))حديث صحيح رواه البخاري

قال الحسن البصري:(لأهل التقوى علامات يعرفون بها:صدق الحديث,وأداءالأمانة,والإيفاء بالعهد وقلة الفخروالخيلاء وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلة المنافثة للنساء وحسن الخلق وسعة العلم واتباع العلم

فيما يقرب إلى الله زلفى)

صلة الرحم تقسم لقسمين:عامة وخاصة

العامة:

رحم الدين ويجب مواصلتها بملازمةالإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم والنصيحة وترك مضارهم

والعدل بينهم والإنصاف في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة كتمريض المرضى

وحقوق الموتى من غسلهم والصلاةعليهم ودفنهم وغيرها

أما الخاصة:

فهي القرابة من طرف الرجل وأمه فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة كالنفقة وتفقدأحوالهم

وترك التثاقل عن زيارتهم وتتأكد في حقهم الحقوق العامة أيضا

ووصل الرحم واجب ولومشركة

عن أبي هريرةرضي الله عنه قال:لمانزلت هذه الآية:((وأنذرعشيرتك الأقربين))
قام النبي صلى الله عليه وسلم فنادى:((يابني كعب بن لؤي أنقذواأنفسكم من النار،يابني عبدمناف أنقذواأنفسكم من النار،يابني هاشم نقذواأنفسكم من النار،يابني عبدالمطلب أنقذواأنفسكم من النار،يافاطمةبنت محمدأنقذي نفسك من النار،فإني لاأملك لك من الله شيئا،غيرأن لكم رحماسأبلهاببلاها))رواه البخاري ومسلم

فضل صلةالرحم

أحاديث كثيرة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل صلةالرحم منها:

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه،أن أعرابياعرض للنبي صلى الله علية وسلم في مسيره،فقال:أخبرني مايقربني من الجنةويباعدني من النار

؟قال:((تعبدالله ولاتشرك به شيئا،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم))رواه البخاري ومسلم

عن أنس بن مالك رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال:((من أحب أن يبسط له في رزقه،وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه))رواه البخاري ومسلم

ينسأ:بضم الياءأي يؤخر/أثره:أي أجله

عن عبادةبن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ماعلى الأرض مسلم يدعوالله بدعوةإلاأتاه الله إياهاأوصرف عنه من السوءمثلها،مالم يدع بإثم،أوقطيعةرحم))

فقال رجل من القوم:إذانكثر،قال :((الله أكثر))حديث حسن صحيح رواه الترمذي

عن أبي سعيدالخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((الصدقةتطفئ غضب الرب،وصلةالرحم تزيدفي العمر،وفعل المعروف يقي مصارع السوء))

عن عائشة رضي الله عنهاأن النبي عليه الصلاةوالسلام قال لها:((إنه من أعطي حظه من الرفق، فقدأعطي حظه من خيرالدنياوالآخرة،وصلةالرح م وحسن الجوار-أوحسن الخلق-يعمران الديارويزيدان في الأعمار))رواه أحمد
المصدر norallah
فى : التعليقات 0

السؤال: ما حكم اتخاذ النعل سترة؟

الشيخ محمد صالح العثيمين

الإجابة: لا بأس إلا إذا كان فيها شيء بين من نجاسة أو أذى، فلا يتخذها سترة؛ إلا أن الأولى أن لا يجعلها سترة له؛ لأن النعال في العرف مستقذرة، ولهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم نهى أن يبصق المصلي أمام وجهه.

المصدر: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثالث عشر - كتاب السترة في الصلاة/

"لقاءات الباب المفتوح" (3/522) .
وهذا سؤال وجه لفضلية الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

السؤال: هل يجوز إتخاذ النعال سترة ؟

الجواب: لا مانع من استعمال النعال أو الخفاف إذا وضعها أمامه تعتبر سترة، نعم.
فى : التعليقات 0

كيف فرضت الصلاة؟
السؤال: كيف كانت صلاة النّبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل أن تفرض أربعاً ؟ وهل هي منسوخة ؟.
هل يمكن قياس صلاة النّبي صلى عليه وسلم بمكة التي سمِّيت عندهم بدار الحرب على ما نحن عليه الآن ؟ مع العلم أنّهم يقولون إنّهم في دار الحرب.
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم النّبيين وإمام المرسلين محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين أمّا بعد:
فإنّ الصلاة المفروضة كانت قبل الإسراء ثنتين قبل طلوع الشمس في وقت الفجر وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجباً على النّبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمّته حولاً ثمّ نسخ في حق الأمّة وجوبه، ثمّ نسخ الله تعالى ذلك كلّه ليلة الإسراء بخمس صلوات قال الله تعالى:﴿ وَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّكَ قبْلَ طُلُوِع الشَّمْسِ وَقبْلَ الغُرُوبِ﴾ [ق:39] هذا ما ذكره العلماء وبه قال أهل التفسير والإشكال الحاصل بين حديث عائشة -رضى الله عنها- في قولها" فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر،فأُقِرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر"(١) وبين حديث ابن عباس قال" فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعتين"(٢) يزول بدفع التعارض بأن يُقال بأنّ الصلوات الخمس فُرضت ليلة الإسراء ركعتين ركعتين إلاّ المغرب، ثمّ زِيدت بعد الهجرة إلاّ الصبح على ما رواه ابن خزيمة وابن حبان عن عائشة – رضي الله عنها –
ثم بعد أن استَقَرَ فرض الرباعية خفّف منها في السفر عند نزول قوله تعالى: ﴿ فلََيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تقصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ﴾ [النساء:101] ويكون المراد من قول عائشة " وأقرت في السفر على فرضها ركعتين " أي باعتبار ما آل إليه الأمر من التخفيف.
وبعد هذا التّبيان فإنّ ما وجب على الّنبي صلى الله عليه وسلم من الصلوات الخمس ليلة الإسراء إنّما كان بمكة ولم تكن حالتئذ بدار إسلام، وكانت تؤدى ركعتين ركعتين فإن أُريد بإلحاق صلاتهم على صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فلم تتميز وقتئذ دار الإسلام عن دار حرب، وإن أُريد بالإلحاق بعد الهجرة وظهور دار الإسلام فإنّ إلحاق صلاتهم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ظاهر البطلان لاستقرار فرض الرباعية ولا يجوز القصر إلاّ من شملهم أمر التخفيف.
والله أعلم و فوق كلّ ذي علم عليم وآخر دعونا أن الحمد الله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين.
الجزائر في : 14 رمضان 1417 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
١- أخرجه البخاري كتاب الصلاة باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء(350)، ومسلم كتاب صلاة المسافرين(1603)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
٢- أخرجه مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها(1604)، والنسائي في كتاب صلاة الخوف(1543)،وأحمد(2333) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.

المصدر : اسلام سؤال جواب
فى : التعليقات 0

بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



أولاً: حقائق عن الأخوّة

1- المقصود بها: الأخوّة في الله، التي يلتقي فيها المؤمنون على حُب الله ومرضاته والاعتصام بمنهجه القويم.. ويَرعون فيها حقوقها، من المحبة والتناصح والتعاون والبذل، والحرص على اجتماع الكلمة ودفع الظلم والأذى، وتفقّد الأحوال، والإصلاح، والتقوى، والإحسان.. يقول الله عز وجل في محكم التنـزيل:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10).



لاحظوا كلمة (إنما) في الآية الكريمة، فهي (أداة حصر) أي أنّ الله عز وجل يخبرنا بأنه: لا أخوّة حقيقية إلا أخوّة الإيمان والإسلام، وعلاقة الأخوّة بين المؤمنين أقوى من علاقة النسب، تضعف بضعف إيمانهم، وتَقوى بقوّة هذا الإيمان!.. ويقوى الإيمان بقوّتها، ويضعف بضعفها!.. وهذا ما يجعلنا نقرّر القاعدة التالية:



[الأخوّة (في الله) والإيمان.. أمران متلازمان يؤثّر أحدهما على الآخر، فهما يضعفان معاً ويتقوّيان معاً].







2- والأخوّة هي: التي عقد الله سبحانه وتعالى لواءها، وتدخّل لتحقيقها بين المؤمنين، لأهميّتها في رفع لواء الإسلام وحَمْل الأمانة التي أودعها جل شأنه في هذه الأمة ولدى أبنائها البررة :

(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63).

3- الأخوّة الحقيقية مبنيّة على العقيدة السليمة، فكل مسلمٍ مؤمنٍ هو أخي في الإسلام، مهما كان لونه أو جنسه أو بلده أو حسبه ونسبه.. وكل كافرٍ منحرفٍ عن عقيدة الإسلام بعيد عني، أبرأ إلى الله منه ومن صحبته أو موالاته أو التحالف معه أو مناصرته أو مؤازرته، وخير أمثلةٍ على ذلك ما يلي:



أ- إبراهيم الخليل عليه السلام مع أبيه :



(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة:114).

فإبراهيم عليه السلام كان قد وعد أباه بأن يستغفر اللهَ له، لكنه عندما علم أنه من أهل النار وأنه عدوّ لله عز وجل.. تبرّأ منه!..

ب- نوح عليه السلام مع ولده :

(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود:46).

ج- لوط عليه السلام مع امرأته :

(وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (العنكبوت:33).

د- مواقف إيمانية رائعة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

في غزوة بدر، قتل أبو عبيدة بن الجرّاح أباه الكافر، وأنزل الله عز وجل في ذلك قوله في محكم التنـزيل:

(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22).



لنلاحظ كيف ربط الله عز وجل الموقف من أعداء الإسلام.. بالإيمان، فمودّة الكافرين دليل على ضعف الإيمان، وبخاصةٍ إذا ترتّب على هذه المودّة عون لهم على المسلمين وأوطانهم وشعوبهم، وسيحاسِب الله عز وجل مَن يفعل ذلك أشدّ الحساب!.. بينما مفاصلة الكفر دليل على قوّة الإيمان (بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، ومَن يلتزم بذلك فهو من الذين قال الله عز وجل عنهم: (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)!.. وبناءً على هذه القاعدة الإيمانية، فقد قتل (مصعبُ بن عمير) -في معركةٍ- أخاه الكافر (عبيد بن عمير)، و(قتل عمرُ بن الخطاب) خالَه الكافر (العاص بن هشام).. وهكذا، حينما تحتدم المعركة بين أهل الإيمان وأهل الكفر، فالمعيار لاتخاذ الموقف هو معيار الإيمان.



ثانياً: ثمرات الأخوّة في الله عز وجل

1- نَيْلُ رضى الله سبحانه وتعالى وحبّه وحُسن عبادته وأجره :

(ما تحابّ اثنان في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبّاً لصاحبه) (ابن حبّان والحاكم).

2- التنعّم بحلاوة الإيمان :

(ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد بِهِنَّ حلاوة الإيمان.. وأن يُحِبَّ المرءَ لا يحبّه إلا لله) (متفق عليه).

3- التنعّم بظلّ العرش يوم القيامة :

(سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّهُ.. ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه..) (متفق عليه).

4- اعتلاء المنـزلة الرفيعة في الآخرة :

(إنّ لله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يَغبِطُهُم الأنبياءُ والشهداء.. لا يخافون إذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إذا حزنَ الناسُ، لباسُهُم نورٌ، ووجوهُهُم نورٌ، وإنهم لعلى نور!.. قالوا: صِفْهُم لنا يا رسول الله، قال: هم المتحابّون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاوِرون في الله) (أحمد).

ما أعظم هذا الحديث، وما أعظم معانيه ودروسه.

وهكذا فالأخ في الله حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.. ومقابل ذلك له الجنة والبركة والنعيم من الله عز وجل: (مَن عادَ مريضاً أو زار أخاً له في الله، ناداه منادٍ بأن طِبتَ وطابَ ممشاكَ، وتبوّأتَ من الجنة منـزلاً) (الترمذي).



ثالثاً: حقوق الأخوّة في الله عز وجل



لقد انتهينا في ما ذكرناه آنفاً، إلى أنّ الأخ (في الله) حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.. ومقابل ذلك له الجنة والبركة والنعيم من الله عز وجل.. وهنا نؤكّد على أنّ للأخوّة حقوقاً ينبغي مراعاتها بين الإخوة، لأنهم بذلك يعبّرون عن جوهرها التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسّك به ومراعاته، لتكون الأخوّة انعكاساً حقيقياً لإيمانٍ صادقٍ مرهفٍ بالله عز وجل، وبخُلُق المسلم المؤمن الحق!..



من هذه الحقوق:



1- الولاء والنصرة والمحبّة :

فإذا كان الكافرون بعضهم أولياء بعض على الشرّ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..) (لأنفال: من الآية 73).. فالأولى بالمسلمين المؤمنين أن يكونوا متمتّعين بأعلى درجات الولاء بعضهم لبعض، والمحبّة الخالصة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..) (لأنفال: من الآية 72).

(المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدّ بَعضُهُ بعضاً..) (متفق عليه).

2- المواساة :

بدءاً من الكلمة الطيبة.. وانتهاءً ببذل الوقت والمال والمتاع، في سبيل استمرار أواصر الأخوّة بين المؤمنين، ولنا في الأنصار الذين ناصروا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ومَن هاجر معه إلى المدينة.. عبرة عظيمة، فقد قدّم الأنصار لإخوانهم المهاجرين المال والمأوى وكل ما يمكن تقديمه من متاع الدنيا:

(وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9).

3- الرحمة :

فلا خير في أخوّةٍ لا تكون الرحمة جوهرها، ولا خير في إخوانٍ لا تكون الرحمة أساس التعامل فيما بينهم: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً..) (الفتح: من الآية29).

(مَثَلُ المؤمنين في تَوادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ، تَداعى له سائر الجسدِ بالسهرِ والحمّى) (متفق عليه).

4- الخُلُقُ الحسن :

فعمادُ الأخوّة الأخلاقُ الفاضلة، فإن افتُقِدَت.. انتهت أواصر الأخوّة:

- فلا شماتة بين الإخوان : (لا تُظهِر الشماتة لأخيكَ، فيرحمه الله ويبتليك) (الترمذي).

- ولا تكبّر : (لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه ذرّةٌ من كِبْر) (مسلم).

- ولا تعسير : (يسِّروا ولا تُعَسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا) (الجماعة إلا مسلماً).

والمطلوب من الإخوان الذين يرعون حقوق الأخوّة فيما بينهم، أن يكونوا على ما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (مَن نفّسَ عن مؤمنٍ كُربةً، نفّسَ الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومَن يسّرَ على مُعسرٍ، يسّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن سترَ مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عَوْنِ العبدِ ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه) (مسلم).



رابعاً: الأمور التي تتناقض مع الأخوّة في الله



كثيرة الأمور التي تمزّق أواصر الأخوّة في الله، وعلينا الابتعاد عنها.. بعضها بسيط، وبعضها ليس كذلك، لكنها كلها معاول هدمٍ للأخوّة، تأتي على كل معانيها فَتُفقِدها روحَها وحيويتَها، ويحلّ الجفاء مكانها وربما القطيعة، من هذه المعاول الهدّامة :

1- تقديم الآراء الشخصية والأهواء، على المصلحة العامة والأصول والكتاب والسنّة :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات:1).

ويقول عمر رضي الله عنه: (تعرّف إلى الرجال بالحق، ولا تتعرّف إلى الحق بالرجال)!.. فالحق هو المقياس الذي يُقاس عليه الرجال، وليس العكس، وليس ما قاله فلان هو الحق وما عداه هو الباطل!..

2- عدم التثبّت من الأنباء :

وإنه لأمر عجيب أن تُهانَ الأخوّة وتُداسَ أحياناً، بنـزوةٍ عابرةٍ أساسها عدم التثبّت من الأنباء، التي يمكن أن يسمعها الأخ عن أخيه، والله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6).

3- عدم الأخذ بميزان التفاضل الذي شرّعه الله عز وجل :

بل الأخذ بموازين الجاهلية.. من نسبٍ، وجنسيةٍ، ولونٍ، وإقليميةٍ، وفئويةٍ، وعائليةٍ، و.. وغيرها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).

4- السخرية وانتقاص الإخوان، وبَخسُ الناس حقوقَهم وأشياءَهم :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11).

يُروى عن (سفيان الثوري) رحمه الله قوله: (إنّ الرجلَ ليحدّثني بالحديث قد سمعتُهُ قبل أن تلدَه أمه، فيحملني حسن الأدب أن أسمعَهُ منه)!.. إنه التواضع والأدب الجمّ وخفض الجناح للمؤمنين، فهل نتعلّم؟!..

* * *
فى : التعليقات 0

حكم الصلاة باللباس الأحمر

السؤال: ما حكـم الصلاة باللباس الأحمر ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أمّا بعد:
فبخصوص سؤالكم عن لُبس الأحمر في الصلاة، فإن المسألة راجعة إلى حكم لُبس الأحمر أولا، وما عليه المالكية والشافعية وغيرهم الجواز مطلقا لحديث البراء بن عازب قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مربوعا، بَعِيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه"(١) ولحديث أبي جحيفة عند البخاري وغيره: "أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء مشمرا فصلى إلى العَنزةِ بالناس ركعتين"(٢) وعند أبي داود حديث عامر المزني بإسناد فيه اختلاف قال:" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر "(٣).
هذا، وفي المسألة أدلة مانعة من لبس الأحمر، غاية ما فيها إن صحت إفادتها الكراهة دون التحريم، فما بالك وهي غير صالحة للاحتجاج لما في أسانيدها من المقال ؟ فضلا عن معارضتها بالأحاديث الصحيحة الثابتة وما صح منها قابل للتأويل
وعليه يمكن تعليل النهي عن لبس الأحمر بالتعليلات التالية وكلها لا تخلو من نظر:
- فإذا عللنا المنع بأن الحمرة هي حب الشيطان وزينته، لما وردت -في الباب- من أحاديث لو صحت فقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الحلة الحمراء في غير مرة، فيبعد منه أن يلبس ما حذرَّنا من لُبسه، ولا يمكن التذرع بعدم تعارض الخاص من القول مع فعله، لأن العلة المذكورة مشعرة بعدم الاختصاص، بل النبي صلى الله عليه وسلم أحق الناس بتجنب ما يلابسه الشيطان، بناء على أن الأصل ما يثبت لأمته فيثبت له ما لم يرد دليل خاص به، ولا خصوص يصاحبه.
- وإذا عللنا النهي بمنع التشبه بالكفار لما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ ثوبين معصفرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها"(٤) فإن النهي يتوجه إلى نوع خاص من الحمرة وهي الحمرة الحاصلة عن صباغ العصفر على ما قرره ابن القيم جمعا بينه وبين ما ثبت في الصحيحين من" أنه صلى الله عليه وسلم كان يلبس حلة حمراء"(٥).
وبنفس الكلام يُردُّ على ما ثبت في صحيح البخاري وغيره من النهي عن المياثر الحمر(٦)، فإن غاية ما تدل عليه تحريم الميثرة الحمراء، وليس فيه ما يدل على تحريم ما عداها مع ما ثبت من لبسه للحلة الحمراء مرات.
- وإذا عللنا النهي عن لبس الأحمر لأجل التشبه بالنساء لكونه من زينتهن أو من أجل الشهرة وخرم المروءة، فإنّ النهي - كما لا يخفى - غير واقع على ذات الحمرة بل على غيرها، ويعارض ذلك لبسه لها.
- أما ما قرره ابن القيم - جمعا بين الأحاديث من أن الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر وسُود، فإنّ هذا الجمع يفتقر إلى دليل لما علم أن الصحابي وهو من أهل اللغة واللسان قد وصفها بأنها حمراء فينبغي حملها على الأحمر البحت لأنه هو المعنى الحقيقي لها، وحمل مقالة ذلك الصحابي على لغة قومه آكد ولا يصار إلى المعنى غير الحقيقي إلا بدليل صارف على ما هو مقرر في موضعه.

لذلك ينبغي استصحاب الإباحة العقلية المقواة بأفعاله صلى الله عليه وسلم الثابتة المجيزة للبسه لها لا سيما وقد ثبت لبسه لذلك بعد حجة الوداع التي لم يلبث بعدها سوى أيام يسيرة.

وهذا الرأي ذهب إليه جمع من الصحابة والتابعين وبه قال المالكية والشافعية على ما قدمنا وارتضاه الشوكاني. فإن استقر الحكم على هذا، فإن الصلاة باللباس الأحمر صحيحة من غير كراهية،

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
-------------------------------------------------------------------------------
١- رواه البخاري كتاب المناقب (3551)، ومسلم كتاب الفضائل (6210)، ، والنسائي كتاب الزينة (5249)، وابن حبان كتاب التاريخ باب صفة من صفته صلى الله عليه وسلم وأخباره، وأحمد(18971)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
٢- رواه البخاري كتاب الصلاة (376) ومسلم كتاب الصلاة(503)، وأبو داود كتاب الصلاة(520)، من حديث أبي جحيفة رضي الله عنه.
٣- أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب الرخصة في الحمرة (4073)، من حديث عامر المزني رضي الله عنه. وقال الألباني في صحيح أبي داود (4073): "صحيح" .
٤- رواه مسلم كتاب اللباس والزينة (2077)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

- سبق في حديث البراء بن عازب ، وحديث أبي جحيفة رضي الله عنهما.

٦- رواه البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: كتاب اللباس، باب لباس القِسِّي (5500)، والنسائي من حديث علي رضي الله عنه: كتاب الزينة، باب خاتم الذهب(5182).

المصدر : الاسلام سؤال جواب

 
فى : التعليقات 0