-->

لماذا حرم الرسول صلى الله عليه وسلم ذبح الهدهد ؟

في شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : « نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قتل أربع من الدواب، النملة والنحلة والهدهد والصرد» :

" الهدهد ، الهدهد معروف ، ... ، إنما هو طائر معروف،... طائر معروف، نعم، هذا الهدهد أيضا نهي عن قتله احتراما له وذلك في قصته مع من ؟ مع سليمان، فإن سليمان حُشر له جنوده من الجن والإنس والطير، فتفقد الطير، لأنه عليه الصلاة والسلام كان ملكا وكان مُنَظِّما لملكه، تفقد الطير ففقد الهدهد، ومع ذلك لم يحكم عليه بأنه غائب، قال ﴿ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾ [النمل : 20] يعني بل أكان من الغائبين، وهذا واقع، أنت إذا تفقدت جنودك أو أولادك ولم تقع عينك على أحد منهم لا تحكم بأنه غائب، ربما أن بصرك صُرف عنه، ثم توعده، قال ﴿ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ﴾ إعدام بالكلية، ﴿ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ [النمل : 21] يعني إما عذاب، وهذا العذاب حد ولاَّ تعزير ؟ تعزير، ﴿ أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ﴾ إعدام، ﴿أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ يعني بحجة قوية تكون عذرا له، ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ فقال الهدهد حين جاء بخبر لا يحيط به سليمان ، قال كلمة الإنسان الواثق ...؛ كلمة الطير الواثق بنفسه، قال له ﴿ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾ يعني وأتعجب كيف يقول الهدهد لسليمان هذا الكلام! ﴿ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾ فجعل نفسه في هذه القضية أعلى من سليمان، قال ﴿ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ [النمل : 22] ما فيه شك، ﴿ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ﴾ [النمل : 23] إلى آخر القصة، فمن أجل أنه كان سببا في إسلام أمة كان بركة على جنسه من الطيور؛ وهو الهدهد، فقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قتله."

يخفى على كثير منا قصة النبي سليمان عليه السلام مع الهدهد و أنه قد توعد بأن يعذبه عذابا شديدا أو يذبحه أو يأتي له بسلطان مبين و لكن السؤال هنا :

لماذا كان النبي سليمان عليه السلام يريد الهدهد ؟

لماذا سأل عنه ؟ ما السبب وراء غضب سليمان عليه السلام من غياب الهدهد ؟

وحتى لا أطيل عليكم ولمن لا يعلم القصة سأرويها لكم حتى تكتمل المعلومة لدينا جميعا .

كان سليمان عليه السلام في غزوه من غزواته قد أختار على رأس كل طير رئيسا من جلدتهم ونوعهم ,

فإذا أراد أن يسأل شيئا أختار رأس هذا الطير وسأله ,

وبينما هو في سيره سأل عن بعد الماء من مكان وجودهم .

فقال الإنس : لا ندري يا نبي الله ,

فسأل الجن : فقالوا لا ندري يا نبي الله .

فغضب سليمان عليه السلام وقال: لا أبرح حتى أعلم كم بعد المسافة بيننا وبين الماء.

فقال له من حوله : لا تغضب يا نبي الله فأن يك شيئا يعرف عن الماء فالهدهد هو أعلمنا بهذا الخبر .

فتفقد عليه السلام الطير باحثا عن الهدهد ليدله على الماء , فوجده من الغائبين .

يقول الله تعالى :

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ}(20) (21) سورة النمل



فى : التعليقات 0

ليست هناك تعليقات على : لماذا حرم الرسول صلى الله عليه وسلم ذبح الهدهد ؟